كيف يمكن لمستودعات التخزين المستدامة تلبية احتياجات أصحاب المصلحة، وزيادة صافي الأرباح، والمحافظة على الكوكب؟
ما هي المستودعات الصديقة للبيئة؟ وما أسباب اعتبارها عنصراً مهماً لقطاعات الاعمال المختلفة في يومنا الحالي؟
مع تقدم عصر المعلومات واستمرار تأثيرات تغير المناخ على الأرض، أصبح المستهلكون الواعون يطالبون الشركات بالمساهمة في تحمل المسؤولية من الناحية البيئية والاجتماعية، بما في ذلك المستودعات الصديقة للبيئة.
يشير مصطلح الاستدامة في مجال الأعمال إلى إدارة الشركات لعملياتها بعناية مع وضع الموارد الطبيعية والبشرية في اعتبارها، الأمر الذي يمكن أن يعني زيادة ولاء العملاء. كذلك، قد يؤدي دمج خدمات التخزين اللوجستية الخضراء واعتبارها جزءاً من سلسلة التوريد إلى تحسين الإنتاجية وزيادة الأرباح النهائية للشركة.
يوفر اعتماد مستودعات التخزين الصديقة للبيئة عائداً استثمارياً فورياً بالإضافة إلى تحسينات عالمية طويلة المدى، فضلاً عن تلبية رغبات أصحاب المصلحة.
ممارسات المستودعات الصديقة للبيئة الحديثة
عندما يفكر مدراء مستودعات التخزين في مفهوم المستودعات الصديقة للبيئة ودوره في قطاع الأعمال اليوم، فهم يحتاجون إلى معرفة كيفية قياس النتائج، وأين يمكنهم العثور على المنتجات والممارسات الفعّالة المتاحة.
مؤشرات الأداء الرئيسية في المستودعات الصديقة للبيئة
تتسبب المستودعات، في سلاسل التوريد العالمية، في حدوث تلوث بيئي نتيجة استخدامها التدفئة والتبريد والإضاءة، وبشكل عام، كلما زادت مساحة المستودع، زادت انبعاثاته الكربونية، تلك التي يمكن أن يقيسها مدراء المستودعات من خلال دراسة مؤشرات الأداء الرئيسية، وهي: الانبعاثات، واستخدام الموارد الطبيعية، وكمية الفاقد وإعادة التدوير.
إن دراسة إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك استهلاك الطاقة واستهلاك المياه ومعدل استخدام المنتج أو المواد، ستُظهر المجالات التي يمكن للشركات تطبيق المبادرات الخضراء الصديقة للبيئة من خلالها. فعلى سبيل المثال، قد يكتشف مدير مستودع، الذي يواجه ارتفاعاً في قيمة فاتورة الكهرباء، أن مصادر الإضاءة البديلة – مثل الضوء الطبيعي أو الأضواء الأتوماتيكية أو خيارات الطاقة المتجددة الأخرى – ستكون أوفر، وبالمثل، قد يلجأ مدير مستودع يستهلك كميات كبيرة من المياه من مصادر طبيعية إلى إحداث تغيير، من خلال استخدام آليات تقليل تدفق المياه أو استخدام نظام لتجميع مياه الأمطار، حينها يمكن للمستودعات تقليل أو تعويض أو تحسين استخدام المياه.
تقنيات ومنتجات التخزين الصديقة للبيئة المتوفرة حالياً في المستودعات
بعد أن تجري الشركات تقييماً لمستودعاتها لتحديد حلول الخدمات اللوجستية التي تحقق الاستدامة البيئية، سيتوفر لها مجموعة من المنتجات والتقنيات التي يمكن وضعها بعين الاعتبار والتي ستعزز الخدمات اللوجستية المستدامة، ومنها:
- نظام إدارة المستودعات (WMS)
- تكنولوجيا تجميع الطلبات
- التشفير (الباركود)
- التعرف على المواد من خلال الترددات اللاسلكية (RFID)
يسمح نظام إدارة المستودعات (WMS) بالتنسيق الرقمي بين المتاجر ومراكز التوزيع والمستودعات ويشمل كذلك تنسيق الشحن والنقل. إن إمكانية التحكم الأفضل في المخزون، من خلال نظام إدارة المستودعات، يعني أن المستودعات الصديقة للبيئة تعمل بالكمية المثلى من المنتجات، وبالتالي تقليل المخزون الزائد وزيادة مساحة التخزين.
من ناحية أخرى، يمكن أن تزيد التكنولوجيا التي تدعم تجميع الطلبات من خلال الأتمتة أو الترقية الرقمية، من دقة العمليات، وأن تسرع من تنفيذ طلبات المستودع، وتتميز تكنولوجيا تجميع الطلبات بفوائد إضافية تتمثل في تقليل استهلاك الورق. كذلك، تقلل تقنيات المناولة المستدامة للمنتجات والتعرف عليها بواسطة الموجات اللاسلكية (RFID) من الحاجة إلى استخدام الورق، وتساعد هذه التقنيات في تحسين العمليات وفي مراقبة السلع عبر المراحل المختلفة لسلاسل الامداد.
ومن المنتجات الإضافية الداعمة للاستدامة؛ استخدام الأسقف الزجاجية لنفاد الضوء الطبيعي، واستخدام مراوح السقف للتحكم في درجة حرارة المستودع، واستخدام أضواء موفرة للطاقة، ومواد بناء صديقة للبيئة، وعمل عزل للمباني. تقلل المستودعات الصديقة للبيئة من الفاقد، وهو مبدأ مهم في العمليات المستدامة.
التحديات التي تواجه الخدمات اللوجستية الصديقة للبيئة في الوقت الحالي
يعتبر تنفيذ مبادرات الاستدامة على طول سلسلة التوريد عملية صعبة، لكن مع استخدام الأدوات وممارسات الإدارة الصحيحة، يمكن للشركات مواجهة أي تحديات، ونذكر من هذه التحديات:
- اتساع سلاسل التوريد العالمية: تغطي الخدمات اللوجستية لسلسلة التوريد مجموعة كبيرة من وسائل الشحن، والطرق، والأحجام، والإعدادات، وغيرهم، وقد تمثل مساعي تقليل الأثر البيئي عبر الشبكة بأكملها تحدياً.
- نقص الحلول الصديقة للبيئة الخاصة بالمستودعات: تعد الحلول الصديقة للبيئة المتعلقة بالمستودعات قليلة مقارنة بأجزاء أخرى من سلسلة التوريد، مثل وسائل النقل، ومع ذلك، أثبتت العديد من الحلول المتاحة فعاليتها، كما أن عدد هذه الحلول آخذ بالتزايد.
- التكاليف الأولية لحلول المستودعات الصديقة للبيئة: قد تمنع هذه التكاليف بعض الشركات من تحويل عملياتها، ومع ذلك، فإن الاستثمار الأولي في الخدمات اللوجستية الخضراء غالباً ما يؤتي ثماره بمرور الوقت.
وبالنتيجة وعلى الرغم من التحديات المتعددة التي قد تقف في طريق المستودعات الصديقة للبيئة، فيمكن للشركات التي ترغب في بالتفوق في مجالها وفي أن تكون صاحبة دور ريادي في هذا التوجه العالمي لحفظ الكوكب، أن تضع الاستدامة ضمن أولوياتها وأن تجري ما يلزم من تغييرات في عملياتها لتحقيق ذلك.
فعالية المستودعات الصديقة للبيئة
في السوق العالمية، ترغب كل الشركات في أن تتميز وتتفوق على منافسيها، حيث يتوقف نجاحها على تمكنها من تلبية رغبات المستهلكين بالتعامل أو الشراء من شركات تتبنى الممارسات الصديقة للبيئة في جميع جوانب عملياتها. ويمكن للشركات تحقيق ذلك من خلال سلسلة التوريد الصديقة للبيئة التي تلبي رغبات أصحاب المصالح، وتؤثر إيجابياً على العمليات التجارية والمالية.
المستودعات الصديقة للبيئة والأرباح الصافية
بفضل الانتشار الرقمي للمعلومات، أصبح العملاء على وعي بتأثير عاداتهم الشرائية على البيئة، فمنهم من يرغب في تقليل الانبعاثات الكربونية عن طريق البحث عن شركات تعتمد المبادرات الخضراء التي تتمثل في عدة عناصر من ضمنها مصدر المواد الخام، والمستودع، والتعبئة والتغليف، ووسائل النقل. فالمستهلكين أصحاب الضمائر اليقظة على استعداد لدفع مزيد من المال مقابل المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة.
تحقق الشركات ميزة تنافسية عن طريق تقليل الأثر البيئي من خلال إدارة سلسلة التوريد التي تتضمن التوزيع الصديق للبيئة. ويعتبر نشر تفاصيل هذه الممارسات المستدامة – مثل استخدام الشركة لمصادر طاقة نظيفة مثل الألواح الشمسية أو مواد البناء الصديقة للبيئة – من العوامل المعززة لولاء العملاء، حيث ستجعل المشتري مدركاً أن الشركة تتحمل مسؤولية بيئية.
فوائد التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة
تلعب الخدمات اللوجستية الصديقة للبيئة دوراً هاماً في مهمة أعظم، وهي: توجيه العالم نحو اقتصاد صديق للبيئة يركز على تقليل الانبعاثات الكربونية، والفعالية في استخدام الموارد، وأن يكون شاملاً من الناحية الاجتماعية.
وهناك العديد من الفوائد للاقتصاد الصديق للبيئة، ومن ضمنها تقليل التلوث، وتعزيز كفاءة الطاقة والموارد، وتباطؤ فقدان التنوع البيولوجي، والحفاظ على الخدمات التي يوفرها النظام البيئي.
كما تعزز الممارسات الناجحة للاقتصاد الصديق للبيئة النمو الاقتصادي وتحسن من قدرة الناس على التعايش مع الطبيعة. وعلى الرغم من بطء النمو في المراحل الأولى، فإن الفوائد تظهر على المدى الطويل، وتشمل الفوائد الدائمة للتنمية المستدامة تقليل المخاطر المرتبطة بتغير المناخ وما يمكن أن تحدثه من صدمات ندرة الطاقة وشح المياه.
كذلك، يمكن للممارسات الصديقة للبيئة أن تقلل من معدلات الفقر وأن وتساعد البلدان النامية من خلال فرص التصدير الجديدة. ويعتبر تتبنى الشركات لممارسات سلاسل التوريد المسؤولة بمثابة الإعداد المسبق لتحقيق النجاح في الأسواق الناشئة.
نتائج الاستثمار في مستودعات صديقة للبيئة على عائد الاستثمار للشركة
على الرغم من أن فوائد المستودعات الصديقة للبيئة قد تبدو غير ملموسة أو بعيدة المنال، إلا أن مدراء سلاسل التوريد الذين يستثمرون في التحول الأخضر يلمسون عائد استثمارياً سريعاً، حيث تتسبب تدابير كفاءة الطاقة، مثل استبدال مصادر الإضاءة لتقليل استهلاك الكهرباء، بعائد سريع، كما يمكن أن يحقق استخدام نظام إدارة المستودع (WMS) عائداً على الاستثمار في غضون أشهر قليلة.
أهمية المستودعات الصديقة للبيئة
نظراً لاعتبار سلاسل التوريد مصدراً رئيسياً للتأثير البيئي في قطاع الاستهلاك، فيمكن أن يكون لاستخدام الاستدامة في الصناعة تأثيراً إيجابياً على البيئة.
أهمية الممارسات الخضراء للمستودعات
مع مطالبة أصحاب المصلحة بتقليل الشركات لانبعاثاتها الكربونية، ازدادت أهمية الممارسات الخضراء للمستودعات الصديقة للبيئة، وأصبح لزاماً عليها متابعة التشريعات الحكومية، وتلبية متطلبات التأمين، وإرضاء العملاء.
وتهدف المستودعات الصديقة للبيئة إلى تقليل تأثير الشركات السلبي على البيئة من خلال ممارسات متعددة تتضمن المستودعات الآلية، وأساليب التخزين دون هدر – Lean، والأبنية الصديقة للبيئة.
المستودعات الصديقة للبيئة لتقليل أثر الشركة السلبي على البيئة
يمكن للشركات التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية لمستودعاتها من خلال طرق متنوعة:
- تقليل استهلاك الكهرباء: يمكن للشركات تحقيق ذلك عن طريق تقليل الاحتياجات من التدفئة والتبريد والإضاءة، أو من خلال توليد الطاقة ذاتياً (داخل المستودع) أو عن طريق الاستفادة من أنظمة إدارة الطاقة.
- تقليل الفاقد: يمكن للشركات تقليل الفاقد عن طريق ضمان إدارة المخزون بفعالية، وتقليل استهلاك الورق، واستخدام طرق تعبئة صديقة للبيئة.
- بناء المستودعات بكفاءة: من خلال التقليل من مساحة المستودعات، واعتماد البناء العمودي، أو استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة، حيث يمكن للشركات تقليل تأثيرها السلبي على الكوكب.
أهداف المستودعات الصديقة للبيئة
تهدفا استراتيجية الخدمات اللوجستية المستدامة، إلى تقليل التكاليف البيئية، وهدر الموارد، والمخاطر التجارية – مما يدفع العالم نحو اقتصاد مستدام، ومن خلال اتباع نهج إستراتيجي لسلاسل توريد مستدامة في المستودعات، يمكن للشركة تحقيق العديد من أهدافها المستدامة.
مستقبل المستودعات الصديقة للبيئة
تتطور صناعة التخزين باستمرار، حيث تظهر طرقاً جديدة لتحسين العمليات وتقليل التأثير السلبي على البيئة، وقد سمحت المستودعات الصديقة للبيئة، سواء الجديدة أو المعدلة، بظهور رواد لهذه الصناعة بين مشغلي المستودعات، وهم الذين يتبنون مبادئ يمكن أن تساعد في تحويل المستودعات حول العالم.
الميزات المتوقعة للمستودعات الصديقة للبيئة الجديدة
تعتمد المستودعات الصديقة للبيئة الجديدة على عاملي الكفاءة والاستدامة، وتشمل ميزاتها ما يلي:
- مناطق لإعادة التدوير
- ألواح شمسية أو طرق أخرى لتوليد الطاقة
- تنسيق الحدائق والنباتات التي تتحمل الجفاف
- تبني ممارسات البناء الصديقة للبيئة
- عمل فتحات للضوء الطبيعي
- بناء أسقف وجدران مناسبة للمناخ
- استخدام دهانات منخفضة الانبعاثات
- استخدام إضاءة فعّالة من حيث استهلاك الطاقة
- مواد بناء محلية الصنع
الشركات الرائدة في مبادرة المستودعات الصديقة للبيئة
يوجد العديد من العلامات التجارية المتميزة التي تتبني ممارسات المستودعات الصديقة للبيئة ومن الأمثلة على ذلك، قيام شركة Recreational Equipment، وهي جمعية استهلاكية لخدمات التجزئة والترفيه في الهواء الطلق بتصميم مركز توزيع وتلبية طلبات لا يستخدم الطاقة بتاتاً في ولاية أريزونا.
مثال آخر هو تبني Patagonia المتخصصة بملابس ومعدات التخييم الثلجية، مفاهيم ومواد مستدامة لتوسعة وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في مستودعاتها في نيفادا، وتقول شركة أمازون، وهي شركة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت ومزودة للخدمات السحابية ولها مراكز تنفيذ في جميع أنحاء العالم، إنها تعمل على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين كفاءة الموارد في جميع أنحاء العالم.
تعتمد الشركات الرائدة وفي مقدمتها أجيليتي، توجيهات أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للقضاء على الفقر وحماية الكوكب، ويعزز اثنان من هذه الأهداف الطاقة النظيفة ذات التكلفة اليسيرة، وكذلك، التدابير المناخية، وكلاهما ينطبق على المستودعات الصديقة للبيئة.
نصائح عند تطبيق ممارسات المستودعات الصديقة للبيئة
أثناء بحثك عن طرق لإنشاء أعمال أكثر استدامة، ضع في اعتبارك هذه النصائح:
- استخدم الإضاءة الطبيعية أو الفعالة.
- الاستغناء عن استخدام الورق.
- تقليل نفايات المستودعات.
- تقليل احتياجات التدفئة والتبريد.
- استخدام أتمتة المستودعات.
- استخدم عبوات صديقة للبيئة.
- استخدام مواد بناء صديقة للبيئة.